في تصريحات خاصة، لموقع «خمسة سياسة»، تحدث المرشح البرلماني أحمد عبد ربه عن تجربته السابقة في الانتخابات البرلمانية، وقراره بالعودة إلى الحياة السياسية بعد عشر سنوات من التوقف، كاشفًا عن رؤيته للمشهد الانتخابي الحالي، وتقييمه لدور الشباب ووسائل التواصل الاجتماعي في المعركة البرلمانية المقبلة.

 البداية الأكاديمية والسياسية

استهل أحمد عبد ربه حديثه بالعودة إلى جذور تجربته قائلاً: "خليني أبدأ بالجزء الأكاديمي، أنا درست الإعلام في الجامعة، ثم درست المفاوضات الدولية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكنت أعدّ رسالة ماجستير في الشؤون الأفريقية بالكلية العليا للدراسات الأفريقية في جامعة القاهرة."

وأضاف أنه حصل على عدد من الدورات التدريبية في مجالات الأحزاب السياسية والممارسة النيابية، كما مثّل مصر في عدد من المنظمات العربية والأفريقية خلال الخمسة عشر عامًا الماضية.

وأوضح عبد ربه أنه بدأ نشاطه الحزبي من خلال حزب الجبهة الديمقراطية عام 2007، ثم انتقل إلى حزب المصريين الأحرار عقب اندماج الحزبين، وترشح عنهم في انتخابات مجلس النواب عام 2015 على المقعد الفردي بدائرة مركز طنطا، مؤكدًا أن تلك التجربة كانت “ممتازة” رغم عدم بلوغه جولة الإعادة.

 

"كنت وقتها شابًا في الخامسة والعشرين من عمري، وقدرت أثبت وجودي وأحصل على عدد كبير من الأصوات، كانت تجربة مهمة جدًا شكلت وعيي السياسي."

العودة بعد عشر سنوات: استراحة محارب

وتحدث عبد ربه عن قراره بالعودة للمشهد السياسي بعد عقد من الغياب، قائلًا: "بعد عشر سنوات من الهدوء، لقيت أن في دعوة حقيقية من الشباب اللي ما شاركوش في السياسة من فترة طويلة، بيطلبوا مني أرجع وأترشح. كمان أهلي في قرية دفرة والقُرى المجاورة شجعوني جدًا، وده كان دافع قوي."

وأوضح أنه اعتبر السنوات الماضية "هدنة سياسية" أو "استراحة محارب"، لكنه يرى اليوم فرصة حقيقية للعودة من خلال دائرة مركز ومدينة طنطا في انتخابات 2025.

 الشباب والعودة إلى المشهد السياسي

وعن رؤيته للفارق بين انتخابات 2015 والمشهد الحالي، قال عبد ربه: "المختلف المرة دي إن الشباب اللي كان محبط ومش عايز يشارك، دلوقتي عايز يرجع. مش بس يصوت، لكن كمان يشارك في الحملات وينظمها بنفسه. الناس عايزة تستعيد دورها، مش مهم النتيجة، المهم إنهم يحسوا إن صوتهم ليه قيمة."

وأشار إلى أن الوعي السياسي لدى الشباب تغيّر جذريًا، خصوصًا مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت ساحة حقيقية للتفاعل والتأثير.

 

"السوشيال ميديا بقت عامل حاسم. أنا صفحتي على فيسبوك مثلًا بتوصل لأكتر من 10 ملايين مشاهدة شهريًا، والجمهور اللي بيتابعني متحمس جدًا سواء من داخل الدايرة أو من خارجها. عندي متطوعين من كل المحافظات بيقولوا: عايزين شاب فاهم السياسة ومهموم بخدمة الناس."

 مواجهة المال السياسي.. بالسوشيال ميديا

وعند سؤاله عن المال السياسي وتأثيره على المنافسة، أجاب عبد ربه بوضوح:

"المال السياسي موجود في كل انتخابات، لكن المرة دي الشباب عايز يواجه ده بنفسه. الناس بتقولك: مش هنسيب المشهد للي عندهم فلوس أو ترتيبات مسبقة، إحنا هننزل ونخوض المعركة. وده في رأيي المشهد الحقيقي في الانتخابات دي."

وأكد أن السوشيال ميديا أصبحت السلاح الأقوى في مواجهة محدودية الوقت وامتداد الدوائر الانتخابية، قائلًا:

"لو حجم الدائرة كبير جدًا والفترة قصيرة، فالسوشيال ميديا هي الحل. بتقدر توصل للناس في وقت قصير جدًا وبأثر مباشر."

 عن قِصر فترة الدعاية الانتخابية

وحول رأيه في قصر المدة المحددة للحملات الانتخابية، قال المرشح البرلماني:

 

"أنا شايف إن الفترات دي محتاجة تكون أطول شوية، لأن الدواير الفردية بقت أكبر من المعتاد، وده بيتطلب مجهودًا مضاعفًا. لكن في النهاية، إذا ده قرار الهيئة الوطنية للانتخابات، فإحنا ملتزمين بيه تمامًا."

 بين الاستقلال والانتماء الحزبي

وفيما يتعلق بانتمائه الحزبي خلال تجربته الحالية، قال عبد ربه إنه يخوض الانتخابات المقبلة كمستقل، موضحًا أنه كان في 2015 مرشحًا عن حزب المصريين الأحرار.

"المرادي نازل مستقل، وده قرار واعٍ لأني شايف إن المرحلة دي محتاجة مرشحين قريبين من الناس، وبيتعاملوا مباشرة معاهم بعيدًا عن الحسابات الحزبية."

 رؤيته المستقبلية

اختتم عبد ربه حديثه برسالة واضحة لجمهوره من الشباب:

"البلد محتاجة طاقة الشباب، ومحتاجة وجوه جديدة تعرف تتكلم بلغة الناس وتفهم التحديات. أنا برجع السياسة وأنا مؤمن إن المعركة مش بس على مقعد، لكن على وعي جيل كامل لازم يكون ليه صوت ودور.