تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، اتصالًا هاتفيًا محوريًا من شقيقه الرئيس قيس سعيّد، رئيس الجمهورية التونسية، تضمن تهنئة تاريخية واستعراضًا لأبرز المستجدات الإقليمية، على رأسها الأوضاع في قطاع غزة، وتكثيف سبل التعاون المصري-التونسي. الاتصال يمثل خطوة جديدة في ترسيخ العمق الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين.
رسالة تونس في "ذكرى النصر": أهمية وحدة القرار العربي
أوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، أن الرئيس التونسي، قيس سعيّد، افتتح الاتصال بتقديم خالص التهنئة للرئيس السيسي وللشعب المصري بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات السادس من أكتوبر المجيدة، وهو ما يعكس قوة الروابط التاريخية.
وفي تقديره لهذه اللفتة الكريمة، أكد الرئيس السيسي أن انتصار أكتوبر يظل نبراسًا يجسد بوضوح أهمية وحدة القرار العربي، ومرآة تعكس قيم العمل المخلص والتخطيط الدقيق كركائز أساسية لتحقيق النصر.
قمة التعاون الثنائي: مخرجات الدورة الثامنة عشرة للجنة العليا المشتركة
بالانتقال إلى ملف العلاقات الثنائية، أكد السفير الشناوي أن الاتصال تناول تقييمًا إيجابيًا لآفاق التعاون، حيث أشاد الرئيس السيسي بـالنتائج المثمرة التي تم التوصل إليها في الدورة الثامنة عشرة للجنة العليا المشتركة التي استضافتها القاهرة مؤخرًا في سبتمبر 2025.
اتفق الزعيمان على ضرورة مواصلة تعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات، بما يتناسب مع عمق العلاقات التاريخية الفريدة بين مصر وتونس. كما تم التأكيد على أهمية قصوى لتكثيف التشاور السياسي المستمر بين قيادتي البلدين.
غزة والحل السياسي: دور مصر المحوري وخطة ترامب لإنهاء الحرب
الأكثر أهمية، وفقًا للمتحدث الرسمي، أن الاتصال لم يغفل تطورات الأوضاع الإقليمية الساخنة، وفي مقدمتها الوضع المأساوي في قطاع غزة.
في هذا الصدد، استعرض الرئيس السيسي الجهود الدؤوبة التي تبذلها مصر لوقف إطلاق النار، وبدء تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهادفة لإنهاء الحرب. كما شدد على أهمية استثمار الزخم الدولي الحالي الداعم بشكل متزايد لـالاعتراف بدولة فلسطين.
وشدد الرئيس المصري على أن الهدف الاستراتيجي الأساسي يكمن في العودة السريعة إلى مسار سياسي سلمي وفعّال يفضي حتمًا إلى حل الدولتين، المرتكز على مقررات الشرعية الدولية.
من جانبه، أعرب الرئيس التونسي، قيس سعيّد، عن تقديره الكبير لجهود القيادة المصرية والرئيس السيسي، سواء في جهود وقف الحرب، أو في تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، أو في الرفض القاطع لتهجير سكان غزة، مؤكدًا التوافق التام بين البلدين على هذه الملفات المصيرية.