شهدت مصر اليوم، الخميس، استئنافًا تدريجيًا لضخ الغاز الطبيعي، بما في ذلك الإمدادات من إسرائيل، في خطوة من شأنها تخفيف الضغط على قطاعي الكهرباء والصناعة بعد فترة من النقص. جاء ذلك بالتزامن مع إعلان الجانب الإسرائيلي عن عودة تشغيل حقل "ليفياثان" للغاز الطبيعي، الذي كان قد توقف مؤقتًا لأسباب أمنية في ظل التوترات الأخيرة في المنطقة.
عودة الإمدادات تنعش القطاعات الحيوية
أفادت تقارير بأن ضخ الغاز الإسرائيلي إلى مصر قد استؤنف بكميات أولية بلغت حوالي 260 مليون قدم مكعب يوميًا، مع توقعات بزيادة تدريجية في الإمدادات خلال الأيام القادمة، بهدف استعادة المستويات التي كانت عليها قبل التوقف.
كانت شركات الأسمدة المصرية قد علقت عملياتها مؤقتًا بسبب نقص إمدادات الغاز. وفي هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن ضخ الغاز إلى المصانع سيستأنف اعتبارًا من صباح يوم الجمعة، مما يعكس حرص الدولة على توفير متطلبات العملية الإنتاجية ودعم القطاع الصناعي.
تأتي هذه الخطوة بمثابة "انفراجة" للقاهرة، التي كانت قد أعدت خططًا طارئة لاستيراد بدائل للوقود، بما في ذلك الديزل والغاز المسال، لتفادي انقطاعات الكهرباء خلال فصل الصيف، في ظل تزايد الطلب الموسمي على الطاقة.
أسباب التوقف السابق والحلول المستقبلية
توقف ضخ الغاز الإسرائيلي بشكل كامل أو جزئي في الفترة الماضية كان نتيجة للتوترات الأمنية في المنطقة، خاصة بعد الأوضاع الأخيرة المرتبطة بالصراع الإيراني الإسرائيلي، والتي أدت إلى إغلاق حقول الغاز الإسرائيلية الرئيسية، مثل "ليفياثان". وقد تسبب هذا التوقف في تقليص كبير لكميات الغاز الواردة إلى مصر، والتي تعتمد على الغاز المستورد لتلبية جزء كبير من احتياجاتها المحلية.
لمواجهة أي تحديات مستقبلية، تعمل الحكومة المصرية على تنويع مصادر الطاقة، وتأمين سفن إضافية لإعادة تغويز الغاز الطبيعي المسال، لضمان استقرار الإمدادات وتلبية الطلب المتزايد في السوق المحلي.
كما أكد مسؤولون مصريون على استمرار العمل في حقل "ظهر" المصري، الذي يمثل أهمية استراتيجية لمشهد الطاقة في البلاد.
من المتوقع أن تسهم عودة ضخ الغاز تدريجيًا في استقرار إمدادات الطاقة، ودعم القطاعات الصناعية، وتجنب أي أزمات محتملة في توفير الكهرباء خلال الفترات القادمة.