استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا، الجمعة، في أول قمة مباشرة بينهما منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، لكن اللقاء، الذي استمر نحو ست ساعات، لم يسفر عن أي اتفاق ملموس لوقف القتال، رغم وصف الطرفين للمحادثات بأنها "مثمرة".
وقال ترامب في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية إن الجانبين حققا "تقدماً كبيراً"، مؤكداً أنه اتفق مع بوتين على أن تسوية الحرب قد تقوم على تبادل للأراضي وضمانات أمنية أميركية لأوكرانيا، مضيفاً: "أعتقد أننا نقترب من النهاية... لكن على أوكرانيا أن توافق على ذلك". ووصف نظيره الروسي بأنه "رجل قوي وصارم"، مشيراً إلى أن الاجتماع كان ودياً.
الرئيس الأميركي ألقى بمسؤولية التفاوض المباشر على وقف إطلاق النار على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كاشفاً أن ترتيبات تُجرى لعقد لقاء يجمعه مع بوتين خلال الفترة المقبلة. ووجّه نصيحة مباشرة لزيلينسكي قائلاً: "يجب أن نعقد صفقة".
من جانبه، شدد بوتين على أن موسكو متمسكة بمعالجة ما تعتبره "الأسباب الجذرية للنزاع" قبل التوصل إلى اتفاق دائم، في إشارة إلى استمرار رفضه وقف إطلاق النار في المرحلة الراهنة، لكنه أبدى تفاؤلاً بالنتائج، محذراً أوكرانيا وأوروبا من "تخريب التقدم المحرز".
وقد أثارت تصريحات بوتين ردود فعل مشككة في أوروبا الشرقية؛ إذ اتهم وزير الدفاع الليتواني، دوفيل ساكاليني، الرئيس الروسي بممارسة "المزيد من التلاعب والتهديدات المبطنة"، بينما شكك وزير الخارجية التشيكي، يان ليبافسكي، في جدية موسكو، قائلاً: "لو كان بوتين جاداً في التفاوض على السلام، لما هاجم أوكرانيا طوال اليوم"، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
ورغم غياب النتائج العملية، اعتُبر اللقاء مكسباً سياسياً لبوتين، الذي يزور الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ عقد كامل، بعد سنوات من العزلة الغربية عقب غزو أوكرانيا. وقد ظهر مبتسماً من نافذة سيارة ترامب الرئاسية، في مشهد اعتبره مراقبون دليلاً على محاولته العودة إلى المسرح الدولي عبر البوابة الأميركية.
وعقب القمة، أعلن ترامب أنه سيؤجل فرض رسوم جمركية جديدة على الصين بسبب شرائها النفط الروسي، ملوحاً في الوقت نفسه بفرض عقوبات على موسكو، دون أن يحدد موعداً لذلك. كما اقترح استضافة لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكي، لكنه لم يقدم تفاصيل إضافية حول الجهة المنظمة أو التوقيت.
وتأتي القمة في ظل استمرار الحرب التي تُعد، بحسب ترامب، "الأكثر دموية في أوروبا منذ 80 عاماً"، حيث تسببت في مقتل أو إصابة أكثر من مليون شخص من الجانبين، بينهم آلاف المدنيين الأوكرانيين، وفق تقديرات مراكز بحثية غربية.