أثارت صورة حديثة لاجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الوفد الإيراني، ليس فقط بسبب الطابع الرسمي للقاء، ولكن بسبب الرسائل الخفية التي حملتها لغة الجسد، هذه التفاصيل الصغيرة رسمت مشهدًا سياسيًا أكبر، يبرز فيه الدور المصري كمركز ثقل في أي معادلة تفاوضية أو تسوية بالمنطقة.

الرئيس السيسي في موقع القوة

ظهر الرئيس السيسي جالسًا في منتصف وفده، بثبات واتزان، ما يعكس صورة القائد الواثق، جلسته المحايدة – لا ميل للأمام ولا للخلف – أوحت بأنه ليس في موقف دفاعي، بل في موقع صاحب القرار، هذه المركزية في الصورة توصل رسالة واضحة: القاهرة لا تتنازل عن دورها القيادي.

الوفد الإيراني في وضعية "الاستماع"

المثير أن غالبية أعضاء الوفد الإيراني وجهوا أجسادهم وأنظارهم نحو الرئيس السيسي أكثر من توجيهها لبعضهم البعض، لغة الجسد هنا تعكس أن الطرف الآخر جاء ليستمع ويقنع، في مشهد يؤكد أن القاهرة هي الساحة التي يسعى الجميع لكسب أرضية فيها.

غياب التوتر.. مؤشر على "بوادر تقارب"

لغة الجسد بين الطرفين خلت من أي علامات عدائية أو دفاعية: لا أذرع متشابكة، ولا تراجع للخلف، هذا منح الانطباع بأن اللقاء ليس مجرد بروتوكول، بل يحمل رسائل إيجابية عن إمكانية التقارب أو فتح صفحة جديدة.

دقة التنظيم المصري

من التفاصيل اللافتة أيضًا، وجود مساعدين اثنين بجوار الرئيس: أحدهما يسجل بدقة، والآخر يركز بانتباه كامل وهذا يوصل رسالة أن الجانب المصري يتعامل بانضباط مع كل كلمة تُقال، بينما بدا الوفد المقابل أقل التزامًا بالتدوين العلني، وهو ما يعزز صورة مصر كطرف أكثر تنظيمًا وتحكمًا.

الرسالة السياسية للصورة

الصورة في مجملها تعكس عدة رسائل:

للداخل: مصر تتحرك من موقع قوة، واثقة من نفسها، غير مضطرة لملاحقة أي طرف.

للخارج: القاهرة أصبحت محطة لا يمكن تجاوزها، ومن يريد التفاوض أو البحث عن تسوية، لا بد أن يطرق بابها.