أصدر المعهد الأمريكي لدراسات الحرب (ISW) خريطة تفصيلية قال إنها تعكس مقترحًا لتقسيم المنطقة الجنوبية من سوريا، في إطار ترتيبات أمنية مستقبلية على الحدود مع إسرائيل.
جاء هذا الطرح في وقت تشهد فيه الساحة السورية نقاشات مكثفة حول مستقبل الأمن والاستقرار في الجنوب، الذي يُعد من أكثر الملفات حساسية لإسرائيل والمنطقة.
توسيع المنطقة العازلة على حدود إسرائيل
تشير الخريطة إلى أن المنطقة الأولى ستشهد توسيع المنطقة العازلة الحالية في القنيطرة بمقدار كيلومترين داخل الأراضي السورية.
ويهدف هذا الإجراء إلى زيادة المسافة الفاصلة بين القوات السورية والإسرائيلية، بما يقلل من احتمالات الاحتكاك المباشر ويمنح إسرائيل ضمانات أمنية إضافية.
المنطقة الثانية: حظر على الجيش السوري
أما المنطقة الثانية، التي تقع مباشرةً بعد المنطقة العازلة، فقد حددت الخطة طبيعتها بشكل يضمن تقليص الوجود العسكري السوري، فوفق المقترح، لن يُسمح بانتشار القوات النظامية أو الأسلحة الثقيلة، بينما يُسمح فقط بوجود قوات الشرطة وجهاز الأمن العام السوري، هذه الصيغة تجعل المنطقة بمثابة حاجز أمني داخلي يحد من أي تصعيد محتمل.
المنطقة الثالثة وحظر الطيران السوري
تمتد المنطقة الثالثة من حدود المنطقة الثانية وحتى العاصمة دمشق، وقد جرى تصنيفها كمنطقة حظر جوي شامل يمنع الطيران السوري من التحليق فيها.
ورغم وضوح البند المتعلق بالطيران، إلا أن مسألة السماح بانتشار القوات العسكرية أو الأسلحة الثقيلة فيها لا تزال خاضعة للنقاش، مع احتمالية فرض قيود إضافية.
اتفاق جديد بديلاً عن اتفاق 1974
المصادر الإسرائيلية كشفت أن المقترح يأتي ضمن مساعٍ لاستبدال اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974، والذي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انهياره بعد سقوط حكم بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
الخطة الجديدة تتضمن أيضًا انسحابًا تدريجيًا إسرائيليًا من بعض الأراضي السورية المحتلة مع استثناء جبل الشيخ، إضافةً إلى الاعتراف بحكومة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع وتعهد بعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري.
مواعيد محتملة لتوقيع الاتفاق
بحسب صحيفة إندبندنت عربية، توصلت الأطراف إلى تفاهمات بشأن أكثر من 95% من بنود الاتفاق، وتشير التقديرات إلى أن التوقيع الرسمي قد يتم في 25 سبتمبر خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو في 29 سبتمبر داخل البيت الأبيض بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس السوري أحمد الشرع، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
عقبات أمام التوقيع
العقبة الأبرز أمام التوصل لاتفاق نهائي تكمن في تردد أحمد الشرع في لقاء نتنياهو علنًا، خصوصًا في ظل استمرار الحرب في غزة، وهو ما يعرقل صورة الاتفاق أمام الرأي العام.
ومع ذلك، تواصل الولايات المتحدة ممارسة ضغوط قوية لدفع دمشق إلى القبول، في خطوة تراها واشنطن إنجازًا دبلوماسيًا كبيرًا مع نهاية الشهر الجاري.
رؤية الخبراء للمقترح الأمني
يرى الخبير الإسرائيلي إيال زيسر أن الخطة لا تمثل مجرد مبادرة سياسية، بل تعكس قرارًا أمريكيًا حاسمًا بإعادة صياغة العلاقة مع النظام السوري الجديد.
وأضاف أن سوريا اليوم ليست في موقع يسمح لها بخوض مواجهات عسكرية، بل تبحث عن اتفاق يعيد لها بعض الاستقرار.
وأكد زيسر أن نجاح الاتفاق سيساهم في تهدئة الجنوب السوري وتعزيز الاستقرار الإقليمي، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن المحرك الأساسي لهذه العملية هو الإرادة الأمريكية، التي تدفع الأطراف نحو اتفاق شبه حتمي.