في لحظة فارقة من مفاوضات المناخ الدولية، وبينما تتسارع الخطى نحو قمة COP30 المرتقبة في البرازيل، فرض الوفد العربي والإفريقي نفسه بقوة على طاولة المفاوضات من خلال إطلاق المبادرة العالمية الجريئة: "الإنصاف الأخضر الآن"، التي تزامنت مع جلسات حاسمة حول التكيف والخسائر والانتقال العادل.
جاء إعلان المبادرة من داخل قاعة نيروبي بمركز المؤتمرات العالمي في بون، بمشاركة وفد رفيع المستوى من سفراء المناخ المصريين والأفارقة، في مقدمتهم أكاديميون وخبراء قانون وتنمية وصحة وممثلو المجتمع المدني، وعلى رأسهم
الدكتور السفير مصطفى الشربيني، الدكتورة ندى عبد المحسن، السفيرة ميرفت رزق، المستشارة مريم مجدي، اللواء الدكتور محمد حسين، السفير محمد عز الدين، الدكتورة أميرة معوض، الدكتورة دميانة هارون، وشارك في الفعالية أكثر من 15 سفيرًا من أوروبا ودول إفريقية، ناقلين صوت الجنوب العالمي إلى قلب معادلة المناخ الدولية.
وتضمن المبادرة خمسة مرتكزات لتصحيح المسار، تشمل: دخول منصف للأسواق الطوعية والتنظيمية للكربون، وتمويل عادل لمشروعات التكيف في الزراعة والصحة والمياه، وإعادة هيكلة الديون عبر آليات مبتكرة كالمقايضة بالعمل المناخي، وتمكين المجتمع المدني والشباب من أدوات المساءلة، وشراكات بين القطاعين العام والخاص بقياسات دقيقة للأثر المجتمعي.
الشربيني: العدالة المناخية لم تعد رفاهية
في كلمته أمام الحضور، شدد "الشربيني" على أن "العدالة المناخية لم تعد رفاهية سياسية بل ضرورة وجودية"، مشيرًا إلى أن "أصوات الجنوب لا تطالب بالشفقة بل بالإنصاف وتمكين الأدوات".
تابع: "نحن من يدفع الثمن الأكبر لتغير المناخ، وآن الأوان أن نكون جزءًا من اتخاذ القرار، لا مجرد متلقين للتعهدات الغامضة".
انعكاس مباشر على مجريات التفاوض
تقاطعت مبادرة "الإنصاف الأخضر الآن" مع أجندة المفاوضات في قضايا جوهرية، أبرزها الهدف العالمي للتكيف (GGA) وطالبت مجموعة الـ77 والصين بهيكل قرار يركز على التمويل القابل للقياس، في حين اعترض الاتحاد الأوروبي واليابان على إدراج التزامات جديدة.
وبخصوص برنامج عمل التخفيف (MWP)، فطرحت مصر مبادرة لمنصة رقمية لدعم جهود الدول النامية، في خطوة لاقت اهتمامًا وتحفظات.
وفيما يخص الخسائر والأضرار، أُنجزت مسودة مرجعية لمراجعة آلية وارسو، مع نقاشات ساخنة حول شبكة سانتياغو والتكاليف الإدارية وفعالية الدعم الفني.
وشهدت الجلسات تقدمًا حذرًا في ما يتعلق بالنوع الاجتماعي وسط انقسام حول المصطلحات المتنوعة، وطرحت أطراف عربية صياغات "مرنة ثقافيًا".
مواجهة حاسمة قبل قمة بيليم
مع اقتراب اختتام أعمال مؤتمر SB62، تتزايد الضغوط للتوصل إلى صيغ توافقية حول ملفات التمويل، وخريطة طريق التكيف، وإصلاح هياكل صناديق المناخ، وسط تحذيرات من "إعادة بدء النقاشات من الصفر في بيليم".
أكد وفد سفراء المناخ بقيادة الشربيني في جلسات التفاوض على أهمية إدماج البعد الإنصافي في القرارات النهائية، وقدموا مداخلات مكتوبة حول تمويل التكيف، ودور المجتمع المدني، والانتقال العادل القائم على المشاركة والتمكين وليس الإقصاء.