-
لماذا وصفت بعض الصحف الغربية 30 يونيو بالانقلاب؟
-
شهادات تؤكد أن ما حدث في مصر كان ثورة لا انقلابًا
-
توني بلير: تدخل الجيش أنقذ مصر من الانهيار
-
بالأرقام… هل كانت 30 يونيو ثورة شعبية فعلًا؟
-
ماذا تبقى من السردية الغربية بعد عقد من الزمن
هل كانت 30 يونيو انقلابًا؟ الصحف الأجنبية نفسها تجيب
في لحظةٍ فارقة من تاريخ مصر، انقسم العالم في توصيف ما جرى يوم 30 يونيو 2013. بعض الصحف الغربية وصفت الحدث بـ”الانقلاب”، مدفوعة أحيانًا بتحليلات سياسية أو قراءات قانونية. لكن، وكما قيل: “وشهد شاهدٌ من أهلها”، فإن ما ورد في تقارير وتحليلات غربية عديدة كان أقرب إلى تأكيد أن ما جرى لم يكن انقلابًا عسكريًا، بل ثورة شعبية واسعة، استجاب فيها الجيش لنداء ملايين الغاضبين من حكم جماعة الإخوان المسلمين.
أولًا: الاتهامات الغربية… ثم التراجع عنها
Britannica، في إحدى مقالاتها الموسوعية، وصفت ما حدث بأنه “خروج شعبي انتهى بانقلاب أطاح برئيس منتخب”، محذّرة من تأثيرات ذلك على الديمقراطية الوليدة في مصر.
في السياق ذاته، نشرت openDemocracy في سبتمبر 2013 أن “الجيش حصل على تفويض شعبي واسع لمحاربة الإرهاب، لكن دون تقديم بديل مدني حقيقي، وهو ما أعاد ترسيخ السلطة العسكرية بدلًا من تداولها.”
أما Atlantic Council، فنشر في 5 يوليو 2013 تحليلًا قال فيه: “رغم ما حدث، فإن الليبراليين المصريين ومعظم الحكومات الغربية تحاشوا وصفه ب "انقلاب.”
لكن هذه القراءات لم تصمد طويلًا أمام الوقائع، إذ جاءت التحليلات نفسها لاحقًا لتقر بالحقيقة كما هي: ملايين نزلت إلى الشارع، والجيش تدخل لإنقاذ البلاد من الفوضى.
ثانيًا: شهادات تؤكد أن ما حدث كان ثورة شعب
The Guardian البريطانية، في تقرير بتاريخ 4 يوليو 2013، نقلت عن أحد المتظاهرين في ميدان التحرير قوله:
“أنا فخور جدًا ببلدي… القوات المسلحة قوية، إذن الوطن سيكون قويًا.”
هذه ليست بروباغندا، بل شهادة رجل من قلب الميدان، يرى في تدخل الجيش استجابةً لصرخة شعب لا طموح سلطة.
أما رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، فقال في مقابلة مع نفس الصحيفة بتاريخ 7 يوليو 2013:
“تدخل الجيش كان ضروريًا لإنقاذ مصر من الانهيار الكامل.”
شهادة سياسية واضحة من أحد أبرز رموز الغرب السياسي، تعكس إدراكًا حقيقيًا لحجم التهديد الذي كانت تواجهه الدولة المصرية.
ثالثًا: الوقائع التي لا يمكن إنكارها
1. هل كانت الثورة شعبية فعلًا؟
• جمعت حملة “تمرد” أكثر من 22 مليون توقيع ضد الرئيس السابق محمد مرسي، وفق ما نشره Middle East Policy Council.
• خرجت عشرات الملايين في مختلف محافظات مصر، وهو ما وثقته تقارير صحفية دولية ومراسلون أجانب من مواقع الحدث.
ألا تكفي هذه الأرقام لتفنيد رواية “الانقلاب”؟
2. هل كان هناك فشل فعلي في الحكم السابق؟
• كانت مصر على حافة الإفلاس في 2013، مع أزمات كهرباء، ونقص الوقود، وتوترات طائفية تهدد النسيج المجتمعي.
• لم يكن تدخل المؤسسة العسكرية بدافع الطموح السياسي، بل لإنقاذ الدولة من الانهيار. هذا ما أكده توني بلير وآخرون من مراقبي الأوضاع في مصر والمنطقة.
وأخيرًا… ماذا تبقى من كل هذا؟
مرّت أكثر من عشرة أعوام، ولا تزال بعض الصحف تُعيد تدوير تساؤلات قديمة. لكن ما لا خلاف عليه اليوم هو أن 30 يونيو شكّلت نقطة تحول كبرى في تاريخ مصر.
لم تكن مجرد لحظة غضب، بل كانت ثورة شعب أراد تصحيح المسار، استجاب لها جيش يعرف جيدًا أن شرعيته نابعة من إرادة الجماهير لا من فوق الدبابات.
لقد أعادت الثورة توازن الدولة، وفتحت بابًا لمراجعة الأولويات وبناء مؤسسات تحمي الاستقرار في منطقة مهددة بالفوضى من كل جانب.
من حق مصر أن تروي روايتها
لم نعد نكتفي بما تكتبه الصحف الغربية.
في زمن أصبحت فيه الصورة تسبق الكلمة، علينا أن نعيد كتابة روايتنا، نحن لا نطلب تصفيقًا، بل نعرض الحقيقة كما هي:
30 يونيو لم تكن انقلابًا، بل كانت ثورة شعبية أطاحت بحكم فشل في تحقيق آمال من انتخبوه.
وبشهادة الصحف الغربية ذاتها، لم يكن أمام الجيش خيار سوى الانحياز للشعب لا السلطة.