يشكّل اسم علاء عبد الفتاح أيقونة بارزة في مشهد النضال الحقوقي والسياسي في مصر خلال العقدين الماضيين، فقد ارتبط نشاطه منذ مطلع الألفية الجديدة بالحركة الشبابية والمدونات، وكان من أوائل من استخدموا الفضاء الإلكتروني كمنصة للتعبير عن الرأي ومتابعة القضايا العامة، عبر مدونة "منال وعلاء" التي أسسها مع زوجته منال حسن، لتصبح نافذة مهمة للحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وُلد علاء عبد الفتاح عام 1981 في أسرة مصرية لها تاريخ طويل في الدفاع عن الحقوق والحريات، إذ يُعد والده المحامي أحمد سيف الإسلام أحد أبرز الحقوقيين في مصر، فيما واصلت والدته الأكاديمية ليلى سويف وشقيقاته منى وسناء العمل في المجال العام دفاعًا عن حرية الرأي والتعبير، هذا الإرث العائلي انعكس على مسيرته، ليصبح لاحقًا من أبرز وجوه ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.
تعرض عبد الفتاح للاعتقال أكثر من مرة في مراحل سياسية مختلفة، بدءًا من عام 2006 في عهد مبارك، وصولًا إلى أحكام بالسجن بعد عام 2013، وكان أحدثها الحكم الصادر ضده في ديسمبر 2021 بالسجن خمس سنوات بتهمة "نشر أخبار كاذبة"، وهو الحكم الذي أثار ردود فعل واسعة على المستويين المحلي والدولي.
وخلال سنوات سجنه، لجأ علاء إلى سلاح الإضراب عن الطعام أكثر من مرة للفت الانتباه إلى أوضاعه داخل السجن، وكان أبرز تلك الإضرابات خلال استضافة مصر مؤتمر المناخ "كوب 27" في نوفمبر 2022، حيث أعلن توقفه عن تناول الطعام والماء لعدة أيام متواصلة، ما أثار قلقًا دوليًا واسعًا بشأن حياته، ودفع منظمات حقوقية وسفراء أجانب للمطالبة بضمان حقوقه، هذه الخطوة جعلت قضيته تُطرح على أجندة عالمية في لحظة سياسية مهمة.
ولم تكن معاناة علاء داخل السجن معزولة عن أسرته، إذ خاضت والدته ليلى سويف إضرابات متكررة تضامنًا معه، سواء أمام مقار رسمية في القاهرة أو خلال فترات وجودها في الخارج، واستمرت لأيام طويلة في الاعتصام أمام مبانٍ دبلوماسية للمطالبة بالإفراج عنه، مؤكدة أن قضيته ليست شخصية بل تعبير عن معاناة كل من يسعى للحرية ويدافع عن حقوق الإنسان في مصر.
وفي تطور حديث، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا بدراسة إمكانية إصدار عفو رئاسي عنه، بناءً على توصية المجلس القومي لحقوق الإنسان، وهو ما أعاد الأمل إلى أسرته وداعميه باقتراب الإفراج عنه بعد سنوات طويلة من السجن.