أطلقت الحكومة تحذيرات عاجلة للأهالي في عدد من المحافظات المطلة على نهر النيل، وعلى رأسها المنوفية والبحيرة، بسبب الارتفاع الملحوظ في منسوب المياه خلال الأيام الماضية.
وأكدت أن أراضي طرح النهر الممتدة على فرعي دمياط ورشيد مهددة بالغرق خلال الأسابيع المقبلة، نتيجة التدفقات المائية القادمة من السودان وتصريف سد النهضة الإثيوبي.
ما هي أراضي طرح النهر ولماذا تغرق؟
تُعرف أراضي طرح النهر بأنها مناطق منخفضة أقيمت عليها مزارع ومبانٍ بشكل مخالف للقانون، حيث تقع بمستوى أقل من سطح الأرض المحيطة بنحو 4 أمتار، ولا يفصلها عن مياه النيل سوى أقل من نصف متر، مما يجعلها الأكثر عرضة للغرق مع أي زيادة في المنسوب.
ويشير الخبراء إلى أن طرح النهر هو عملية طبيعية تحدث عند اقتراب النهر من المصب، حيث تقل سرعة اندفاع المياه، فيترسب الطمي والرمال والحصى، مكوّنة تربة خصبة غنية صالحة للزراعة.
وقد تكونت دلتا مصر بسبب هذه الظاهرة، وتنتشر أراضي طرح النهر في محافظات: الدقهلية، كفر الشيخ، الغربية، المنوفية، البحيرة، الشرقية.
ويحذر الدكتور محمد غيث، أستاذ التخطيط، من الزراعة أو البناء على هذه الأراضي، معتبرًا أنها جزء من النهر نفسه، ومعرضة دائمًا للغمر عند أي فيضان أو زيادة في المنسوب.
هل يحق للمتضررين التعويض؟
أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، أن التحذيرات الحكومية تؤكد خطورة الوضع، وأشار إلى أن المزارعين يعلمون مسبقًا أن هذه الأراضي معرضة للغرق، وبالتالي لا يحق لهم المطالبة بتعويضات في حالة تضررها.
وأضاف أن السد العالي بدأ بالفعل استقبال التدفقات المائية الجديدة منذ سبتمبر الماضي، بمتوسط يزيد عن 600 مليون متر مكعب يوميًا نتيجة تصريف سد النهضة والفيضانات القادمة من السودان، مؤكدًا استعداد السد لاستيعاب الكميات الإضافية.
كما حذر من أنه في حال استمرار الأمطار الغزيرة واقتراب منسوب بحيرة ناصر من 182 مترًا، قد يتم فتح مفيض توشكى لتصريف المياه الزائدة، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع إضافي في مستويات المياه وغرق المزيد من الأراضي المنخفضة خاصة في المنوفية والبحيرة.
استعدادات رسمية ومتابعة مستمرة
شددت الوحدات المحلية في المحافظات المتضررة على ضرورة ابتعاد المواطنين عن أراضي طرح النهر لتفادي الخطر، وأكدت أن أي زيادة جديدة في منسوب النيل قد تهدد المباني والمزارع المقامة بالمخالفة.
وكان رئيس الوزراء مصطفى مدبولي قد صرّح سابقًا أن الحكومة تتابع الموقف أولًا بأول، محذرًا من أن جميع أراضي طرح النهر معرضة للغمر بالمياه في إطار استعدادات مواجهة الفيضان.
وأشار مدبولي إلى أن تصريف المياه في أكتوبر سيكون أكبر من المعدلات المتوسطة، وهو ما يزيد احتمالية غرق الأراضي المنخفضة والعشش المبنية عليها.
هاني يونس: مش متعاطف مع ساكني أراضي طرح النهر
وكان هاني يونس المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء أعاد نشر منشور لمواطن يعلن فيه عدم تعاطفه مع المواطنين المتضررين مما يحدث في أراضي طرح النهر ويقول فيه: "انا مش متعاطف مع أي مواطن ساكن أو مستولي على أراضي أملاك دولة في طرح النيل، والدولة حذرتهم كتير جدا" فهل ذلك يُعتبر رأي المستشار هاني يونس الشخصي؟
وتعليقًا على ذلك رد النائب علاء عصام عضو لجنة الخارجية بمجلس النواب في تصريح خاص لـ"خمسة سياسة" وقال إن المستشار هاني يونس يُعتبر المتحدث باسم الحكومة فلا يليق أن يعيد نشر منشور على منصة تواصل اجتماعي من شخص آخر المفترض أنه من مجتمع حقوق الإنسان وحقوقي، وكلاهما فرحين وشامتين بغرق بيوت الناس الفقيرة بسبب الفيضان.
وأضاف ساخرًا: "يا امة ضحكت من جهلها الأمم"، كما علق على تصريحات هاني يونس قائلًا أنه غير مسؤول وتصريحاته مضحكة، فيجب على المسؤولين إنقاذ المواطنين من الغرق أولًا ثم نبحث المخالفات، كما يجب أن يكون هناك بديل سكني وتعويضات للمواطنين عما تعرضوا له.